السلطة الرسمية مقابل الغير رسمية
في كثير من الأحيان يسألني البعض ما الفرق بين السلطة الرسمية والسلطة غير الرسمية وأيهما أكثر أهمية.
عندما تتم ترقية شخص لمنصب قيادي، يوجد في العادة قدر معيَّن من السلطة مرافقة لهذا المنصب. وفى العادة تُمنح هذه السلطة من شخص أعلى في المنصب، فلهذا تأتى هذه السلطه من أعلى.
هذه السلطة مرتبطة بالمنصب، على سبيل المثال: رأس فريق الهندسة المعمارية، من يتولى هذا المنصب يكون لديه سلطة على أشياء عديدة منها القرارات والإتجاهات وكذلك السلطة على كل افراد فريق العمل، إنه يملك الصلاحية والسيطرة الكاملة على هذه المساحة من العمل.
السلطة الغير رسمية، لاتأتى عن طريق تسميتك لمنصب رسمى. هذه السلطة فى العادة تُمنح من قبل الأفراد في المنظمة، بمعنى ان هذه السلطة تأتي من أسفل وليس من أعلى. السلطة الغير رسمية تمنح للعديد من الأسباب: مستوى الثقة؛ مستوى الخبرة؛ الشخصية؛ الكاريزما؛ أوالسمات الشخصية؛ إلخ.
الحائز على السلطة الغير رسمية يصبح قائداً غير رسمياً داخل المنظمة. هؤلاء يلعبون دوراً حاسماً في مستوى فاعلية المنظمة، كما يمكنهم في بعض الأوقات حصد صلاحيات أكثر مقارنة بالسلطات الرسمية.
إذًا فـأيهما أفضل، السلطة الرسمية ام الغير رسمية؟
هذا سؤال يصعب إجاباته.
من الناحية المثالية، إذا جعلنا عملية إدارة المواهب لدينا تعمل بـطريقة صحيحة، عندها يجب علينا أن نرقى القادة الغير رسميين للمناصب الرسمية. خاصة أنهم موثوق بهم ويملكون خبرات جيدة ويحظون بالإحترام والتقدير، الخ. هذا يجعل ترقيتهم أمراً أكثر إستيعاباً من الجميع ويتم تقبله بشكل أسهل من قبل فرق العمل التي تبحث عن القيادة.
اتذكر دائما مقولة بفيلم “Braveheart”، عندما كان ويليام والاس يتحدث مع روبرت بروس عن القيادة.
قال والاس: “إن لقبك يمنحك الأحقية بـعرش بلدنا، ولكن الرجال لا يتبعون الألقاب، إنهم يتبعون الشجاعة. إنك معروف وسط الشعب. نبيل، وممثل للعامة، إنهم يحترمونك. وإذا قدت الشعب للحريه فـسوف يتبعونك. وأنا أيضًا“.
أتفق تماماً مع هذه العبارة، إن الناس لا يتبعون الألقاب، من الممكن ان يفعلوا مايطلب منهم، لكن فى هذه الحالة فإنهم يتبعون الأوامر ليس إلا، وهذا ليس مساوٍ لإتباع قائد.
مع القيادة الغير رسمية، فان الناس لديهم فرصة الإختيار وهم يختارون أن يتبعوك.
مقارنة بالقيادة الرسمية، فإن الامر لايتساوى، لانه إذا اعطيت الناس حق الأختيار، حينئذ فإن فريق العمل قد يختار أن لا يتبعك.
أنا أشجع أي شخص يريد أن يصبح قائداً بالتركيز على تطوير مهارات القيادة الغير رسمية لديه، إذا استطعت تحقيق ذلك، عندئذ لن تُظهر فقط أنك جاهز للقيادة بل جاهز ليتبعك الناس.
لذلك وبقدر المستطاع، أحاول جاهداً تطبيق البرامج التدريبية للقيادة لجميع مستويات العاملين، ليبدأ الجميع بتعلم مهارات القيادة وتطبيق هذه المهارات في مراكزهم الحالية حيث لاوجود لسلطة رسمية.
أنا دائما منتبه للأفراد الذين يتلهفون لتعيينهم بمنصب قيادي قبل بدءهم بالقيادة. أنا أميل لإعتبارهم مهتمون بالسلطة والصلاحيات أكثر من القيادة. من خبرتي الشخصية، هذا النوع من القادة لا يجذب الكثير من الأتباع.
كلا النوعين من السلطة مهم، لكن إذا أستطعت أن أختار أحدهما فسأختار السلطة الغير رسمية.
جوردون تريدجولد
ترجمة: عمر خالد