القيادة المستدامة
القيادة المستدامة
عندما تطلب من أحد رآيه فى شخص آخر كثيراً ماينهى إفادته بتقدير مدى حبه واحترامه لهذا الشخص من عدمه. فى العادة عند رؤيتك لشخص تحبه تحس بشعور جيد وقد تبتسم من داخلك. قد تجد صعوبة ان تعبر عن الأسباب التى تجعلك تحب شخص ما ولكنك على يقين بإنك تحبه.
بينت العديد من الأبحاث النفسية إنك قد تحب أحد الاشخاص بدون سبب محدد، ولكن يعود ذلك لكونك تشعر فقط بإحساس جيد وانت بالقرب منه. نشعر بهذا الإحساس الجيد فى محيط العمل كما فى الحياة عندما نكون بالقرب من هؤلاء الاشخاص الذين يحملون دفئاً خاصاً، أو يشعون طاقة إيجابية على الآخرين، أو يقدرون وجودك ويعتنون بك وبإهتماماتك الشخصية. فى بعض الأحيان قد تحب إنسانا ظريفاً مرحاًً حتى لو كان مستوى آداؤه فى العمل أو الحياة غير مرضٍ.
أما الاحترام فإنه يكتسب من إحترام الشخص لنفسه وإحترامه للآخرين. الاحترام يمنحه الناس لهؤلاء الذين يتمتع سلوكهم بالنزاهة ويحافظون على كرامة الآخرين مهما كانت ثقافة هؤلاء الآخرين أو دينهم أو معتقداتهم. عندما تكون الأفعال متوافقة مع الأقوال وعندما يوفى الإنسان بما يعد به، هذه علامات محسوسة للجميع بأن هذا الإنسان صادق ونزيه، مما يكسبه احترام الآخرين. أيضاً الاحترام مرتبط بتقدير رؤية إنسان او إمتيازه او كفاءته او قدرته فى اداء عمله.
فى بعض الاحيان قد تحترم إنساناًً دون ان تحبه، او تحب إنساناًً دون ان تحترمه. من وجهة نظرى ليس هناك نجاح مستدام لأى قائد فى أى مجال بدون ان يكون محبوباًً ويلقى الاحترام فى نفس الوقت. أن تكون محبوباًً فقط او أن تلقى الاحترام فقط ليس كافياً لأن تلقى هذا النجاح.
عندما يندمج الحب والاحترام للقادة فإنهم يتمكنون بسهولة من إلهام الناس برؤيتهم واكتساب ثقتهم وإتباع خطواتهم. وأهم شيئ لهؤلاء القادة انهم يحصلون على اقصى دعم من تابعيهم خاصة فى أوقات الشدة.
تخيل رئيس فى عمل غير محبوب أو لايكن له العاملون الاحترام. كيف يؤثر هذا الرئيس فى العاملين لديه؟ فى أغلب الأحيان هؤلاء العاملون يستهدفون ترك أعمالهم إذا واتتهم الفرصة لذلك، وهم فى الحقيقة يغادرون رؤسائهم.
التحدى الحقيقى انه لاأحد يستطيع ان يجبر أحداً على حبه او إحترامه. الحب والاحترام يكتسبا بإرادة الناس الحرة.
وهذه هى حالة رئيس مصر الحالى بعد شهور من إنتخابه، كثيراً من فئات الشعب اكتشف انه لايكن له أى حب او إحترام ولكنهم مغروسين فى إستكماله لمدة الرئاسة. المشكلة هنا ان الشعب لايمكن ان يستقيل من دولته، كل ما يستطيع عمله هو الكفاح من أجل الحرية والكرامة محاولين تغيير الظروف متطلعين لإنتخابات آخرى حرة ليتمكنوا من إستبداله بقيادة مستدامة.
خلاصة القول إذا أردت أن تصبح قيادة مستدامة عليك بالتركيز ان تنال حب الناس وإحترامهم.