هذا مقال من محمد الوائلي وهو قائد شاب من بغداد.
اين تبدأ القيادة؟
تبدأ القيادة من ذاتك. تبدأ القيادة عندما تكون قادراً على فهم ذاتك، والسيطرة عليها، وحملها على الانجاز. عدا ذلك لا تعول نفسك كثيراً في تصبح قائداً، فما بالك بالقائد الجيد.
مثلما عليك ان تكون لطيفاً مع الآخرين، وان تفهمهم وتحاول ان تكون مصدر الهام بالنسبة لهم، عليك انت تكون كل هذا مع نفسك ايضاً.
كن حكيماً. لا تبدأ بشيء صعب الانجاز نظراً للظروف المحيطة الصعبة او الموارد القليلة وبعد ذلك تلوم نفسك اذا فشلت. بدلاً من ذلك قم باختيار ما تريد انجازه على ان يكون شيئاً كبيراً ولكن ليس مستحيلاً، ومن ثم ابدأ بانجاز ما تريده بشكل تدريجي ولكن بمثابرة واستمرار، خطوة بخطوة.
كن لطيفاً مع ذاتك. لا تكافئ نفسك فقط عندما تحقق انجازاً ولكن كافئها ايضاً اذا كنت تعمل بجد دون ان تظهر نتائج عملك فوراً. انت بحاجة الى تحفيز مثل ما الآخرين بحاجة اليه. ان افضل انواع التحفيز هو التحفيز الذاتي.
ابحث عن مصدر الهام في ذاتك. دائماً تذكر وقتاً انجزت فيه امراً بشكل جيد. تذكر همتك ومشاعرك في ذلك الوقت. اكد على نفسك ان ذلك الانجاز هو دليل على قدرتك في النجاح.
لا تعذب ذاتك فالاخطاء ليست جرائم. فانت في ذات الحالة التي يكون فيها الطفل الرضيع عندما يبدأ بتعلم المشي.
انت بحاجة الى السلم الداخلي حتى تصبح قائداً. هل تظن ان دولة تعاني من حرب اهلية قادرة على لعب دور مهم في المجتمع الدولي؟
كم مرة حاولت ان اقنع آخرين بمشروع معين ولكنني فشلت في ذلك لانني لم اكن متوافقاً مع نفسي. كيف يمكنني ان اقنع الآخرين على القيام بامر بشكل دوري وانا بنفسي من النوع الذي يؤجل اعماله؟ كيف يمكنني ان اجعل آخرين يؤمنون بشيء معين وانا بنفسي كنت افقد الأمل فيه؟ كيف يمكنني ان اطالب الآخرين بالانجاز وانا لا املك الفهم المطلوب لتحديد الطرق الصحيحة في العمل؟
من اهم فوائد فهم الذات وتحقيق السلم مع الذات هو القدرة على فهم الآخرين من خلال ذلك. الكثير منا تفوته الحقيقة التالية وهي اننا نشترك في الكثير من الخصائص والمشاعر مع الآخرين. نعم، كل منا لديه شخصية فريدة، ولكن قد نتفاجئ اذا اكتشفنا كم نحن البشر متشابهين. بعدما تكون قادراً على فهم ذاتك وجعلها تحقق انجازات تكون اكثر قدرة على مساعدة الآخرين في تحقيق سلام مع ذاتهم وحملهم على الانجاز بشكل افضل.
لذلك من المعقول القول بان القيادة تبدأ من داخل الانسان القائد، وان اول تابع لقيادته هو ذاته.
اذا اعجبتك هذه المقالة يمكنك ان تقرأ المزيد على الموقع التالي: Lead Through