أنا مشغول جدا .. لا أستطيع تحقيق أحلامى
فى الكثير من الأحيان استمع لبعض الناس يقولون ” كم أتمنى أن أعمل هذا أو ذاك و لكنى مشغول جدا و لا أجد الوقت الكافى”. بل أن الأسوأ من هذا أنى كنت أتخذ من هذا عذرا لنفسى .
فعندما طلب منى لأول مره أن اخوض سباق ماراثون تتابع و هو سباق طوله 10 كم فقط ؛ لم أستطع إيجاد الوقت الكافى للتمرين . و لكن الحقيقه كانت أن هذا السباق ليس مهم بالقدر الكافى ، فقد كنت رتبت أولوياتى و كان هناك ما يسبقه فى الأولويات.
إننا دوما منشغلون و خاصا بعد التطور التكنولوجى فإننا متصلين بالإنترنت طوال الوقت ، و لا يتبقى إلا القليل من الوقت للقيام بأى شئ أخر و أحيانا لا يتبقى أى وقت .و لكن الحقيقه أن هذا كله هراء .
فإنه من السهل جدا أن تكون مشغول ، فحيوان الهامستر حين يدور على العجله يكون مشغول و لكن هذا لا يعنى بأن كونه مشغول فإنه يكون منتجا. فنحن نفتقد القدره على إعاده ترتيب أولاوياتنا بإستغلال الوقت لتحقيق أحلامنا بدل من هدره فى أمور غير منتجه.
و أخيرا عندما وجدت الحافز المناسب حتى اخوض سباق الماراثون و هو جمع تبرعات لمكافحه مرض السرطان، حينها إكتشفت أنه من السهل جدا إيجاد الوقت للتمرين . فأنا أستطيع ان اتمرن كل صباح خلال الساعه التى كنت امضيها فى مشاهده الأخبار بعد إستيقاظى من النوم و حتى ما قبل ذهابى للعمل. فقد أصبح التمرين لخوض سباق الماراثون أهم لدى من أن استمع للثرثره على التليفزيون.
و لكن حينما كنت مقتنعا بأنى ليس لدى الوقت الكافى للتمرين كنت جادا جدا بخصوص هذا الأمر.
فإذا كنا جادين تجاه أحلامنا فإنه يتوجب علينا أن نجعل لأحلامنا أهميه كافيه تجعلنا نتوقف عن إهدار وقتنا حتى نجد الوقت الكافى لتحقيقهم.
قد تقول أن هذا ليس بممكن فانا فعلا مشغول جدا و لكن دعنى أذكرك أنه خلال الإنتخابات الرئاسيه الأمريكيه ، كان أوباما يسعى جاهدا للفوز حتى يصبح رئيسا للمره الأولى و كان يسافر إلى جميع أنحاء البلاد بحثا عن الناخبين حتى يحظى بتأيدهم و بالرغم من هذا كله؛ فإنه كان يجد الوقت للتدريب الرياضى لمده 30 دقيقه يوميا .
إ‘نى أتذكر حين سمعت ذلك ؛خطر لى ان كونى مشغول جدا ليس بعذر و أن الأمر كله كان يتعلق بأمرين أولهما مدى أهميه الأمر بالنسبه لى و ثانيهما ترتيب أولاوياتى.
فإننا حين نقول أننا مشغولون جدا لتحقيق أحلامنا فإن ما نعنيه فعلا هو أن تلك الأحلام ليست بالأهميه الكافيه لنا و اننا نفضل ان نضيع وقتنا فى مشاهده التلفاز أو فى تصفح الإنترنت و ما شابه من أمور نفعلها فقط لتمضيه الوقت.
هلم بنا لنستعد لتحقيق أحلامنا و لنقتنع بأنه لدينا من الوقت ما يكقى و لكن علينا فقط تحديد أولاوياتنا.
إذا لم تكن مقتنع بعد فما عليك إلا ان تسجل ما تفعله يوميا و لمده أسبوع ، فقط سجل العناوين الرئيسيه لما تقوم به و ليس التفاصيل، ثم راجع ما كتبته بعد أسبوع لترى كم من تلك الأمور كان فعلا مهم. حينها ستكتشف أنه لديك ما يكفيك و يزيد من الوقت لتحقيق أحلامك، و لكن يلزمك فقط الإستغناء عن نصف الأمور التى تسرق وقتك .
و يمكن أيضا أن تعطى قائمه ما تفعله لشريك حياتك و تسأله ( تسألها) أن يمحو ( تمحى) من تلك القائمه الأمور التى تتكاسل أنت عن أدائها و حينها ستكون المفاجئه كبيره !
إننا نحيا مره واحده فلا تتخلى عن أحلامك بإهدارك لوقتك فى عمل أمور غير مهمه، إنما يجب علينا إيجاد الوقت و البدء فى تحقيق أحلامنا.
Written by : Gordon Tredgold
Translated by: Enas Aref