إنى مؤمن جدا بمقوله ” ما يمكنك قياسه تستطيع تطويره” و و المهم هنا هو تحديد ما يتم قياسه
هناك فوائد كثيره لقياس ما نقوم بعمله :-
كانت أولى تجاربى مع معاير النجاح حينما كنت العب الراجبى ، فقد كان لدنيا مدرب جدبد و كان مهتم جدا بتحديد المقاييس و المعايير كوسيله لتحسين معدل الفوز. حينما بدأ فى تدريبنا كان معدلنا فى الفوز 50% ، و كانت أهم مشكله تواجهنا هى و بالرغم من أننا كنا نسجل الكثير من نقاط فإن الفرق المنافسه كانت تسجل فى مرمانا الكثير من النقاط أيضا. و من هنا قرر المدرب أن أداء الدفاع فى الفريق يحتاج إلى التحسين. و حينها بدأنا فى قياس و عد المرات التى ينجح فيها اللاعبين فى صد الخصم و مقارنه النتائج بما كان متوقع. و قد ساعدنا هذا فى تحيدي اللاعبين الذين تنقصهم القدره على الدفاع.
و فعلا كما جاء فى المقوله فإن ما يمكنك قياسه تستطيع تطويره ، فلقد إزدادت عدد المرات التى استطعنا فيها الدفاع و منع الفريق الخصم من تسجيل نقاط. و بالرغم من ان العدد تحسن و اصبح متطابق مع التوقعات فإننا لم نرى أى تحسن فى النتائج و كانت الفرق الخصم تسجل فى مرمانا الكثير من النقاط. و بما أن السبب فى تسجيل النقاط فى مرمانا هو عدم استطاعتنا على الدفاع و منع الفريق المنافس من تسجيل نقاط، فقد بدأ المدرب فى عد المرات التى لا يستطيع فيها كل لاعب ايقاف لاعبى الفريق المنافس . و بعد مراجعه النتائج وجدنا أن اللاعبين الذين يحرزون اعلى عدد فى منع الفريق المنافس من تسجيل نقاط هم نفس اللاعبين الذين يفقدون الكثير من الفرص لمنع الفريق المنافس من تسجيل النقاط.
و هذا ما يعنى اننا كنا مخطئون حين حاولنا تحسين قدره اللاعبين بزياده عدد المرات التى يستطيعون فيها منع الخصم من تسجيل نقاط و إننا لم نلق بالا لمعرفه السبب وراء المرات التى اخفقنا فيها عن منع الخصم من تسجيل نقاط. و هنا قرر المدرب تركيز التدريب على تحسين مهاراتنا الفنيه فى منع الخصم من تسديد نقاط. و على حين أن اسلوب التدريب الجديد قد حسن من مهاراتنا الفنيه فإنه لم يؤدى الى تقليص عدد المرات التى لا نستطيع فيها منع الخصم من التسديد و بالتالى لم يتحسن أدائنا الكلى.
بعدها بدأ المدرب فى تحديد الأوقات التى لا نستطيع فيها منع الخصم من التسديد أملا فى ان يقوده هذا الى معلومات مفيده. و هنا ظهر جليا أن الكثير من اللاعبين و خصوصا هؤلاء الذين يوفقوا مرات عديده فى صد الفريق الخصم و منعه من تسديد نقاط هم أنفسهم من يفقدوا قدررتهم على صد هجمات الخصم فى اخر 10 دقائق من المباراه. و هنا عرف المدرب السبب و هو ليس اخفاق اللاعبين فنيا و لكن المشكله فى لياقتهم البدنيه. فبدأ المدرب فى العمل على تحسين لياقه اللاعبين البدنيه بالإضافه إلى التركيز على زياده قدرة اللاعبين على التحمل و التدريب على القوه و السرعه. و قد حرص المدرب أيضا على إجراء تغييرلبعض اللاعبين فى اخر 10 دقائق الى 15 دقيقه من المباراه و إستبدالهم بلاعبين أخرين لم يلعبوا طوال المباراه.
و مع هذا التغيير بدأنا كلنا نلاحظ تحسن فى النتائج ، فقد كنا نحرز نفس عدد النقاط و لكننا استطعنا تقليل صد هجوم الفرق المنافسه و تقليص عدد النقاط التى يحرزونها و بالتالى زادت نسبه الفريق فى الفوز.
لقد تعلمت كثيرا من هذه التجربه، بالفعل فإنك تستطيع تحسين و تطوير ما يمكنك قياسه و لكن المهم هو تحديد ماذا تقيس و تتأكد من كفاءه عمليه القياس.
فعليك التأكد من أن ما تحاول تحسينه سيؤدى إلى تحقيق الهدف المرجو و فى حالتنا كان الفوز بعدد أكبر من المباريات و إذا لم تحصل على النتيجه المرجوه فعليك بتغير عمليه القياس.
فى الغالب تكون ثالث أو رابع محاوله للقياس هى دليلنا إلى تحديد المشكله التى تواجهنا و لذلك لا تضيع الكثير من الوقت فى محاوله إنجاح أول تجربه فى القياس.
فعندما تنجح فى تحديد ما المراد قياسه و كيف يقاس ثم تعمل على تحسين ما يقاس ، ستحصل على نتائج مثمره سوف تقود بالتأكيد إلى النجاح.
Written by : Gordon Tredgold
Translated by: Enas Aref