السر الى النهاية هو البداية
في أغلب الأحيان يكون العائق الوحيد الذي يمنعنا من إنهاء مهمة ما، لتحقيق نجاح، او انجاز هدف ما هو الا عدم البدء بهذه المهمة.
نحن نخاف من احتمالية الفشل، أو من عدم وضوح كيفية تحقيق النجاح، ولهذا السبب نفضل أن لا نباشر بالبدء على أن نفشل ونحن نحاول.
في بعض الاحيان يجب علينا ان نتحلي بالجرأة الكافية لنباشر بالخطوة الأولى ونبدأ، لن نستطيع أبداً ان نعرف قدراتنا بالنظر إلى الامام؛ يمكننا فقط أن نعرف ما نستطيع تحقيقه بالرجوع إلى الماضي والنظر إلى الإنجازات التي حققناها.
يوجد عند الكثير من الناس مثل هذه الشكوك، حتى أنا، إنها من طبيعتنا الإنسانية، ولكن يجب علينا ان نطلق العنان للقائد بـداخلنا لكي نسيطر على هذه الشكوك فقط بالبدء.
عندما نبدأ نحرز التقدم وعندما نحرز التقدم يأتي التشجيع والتحفيز، أو ربما نجد العقبات التي نحتاج إلى ان نتجاوزها، إن لم نبدأ لن نعرف أبداً.
العديد من أكبر إنجازاتي أتت عن طريق قيادة مشروعات كنت اكلف بها، لم أتطوع لها قط، إن كنت قد رأيت حجم المهام بهذه المشروعات قبل البدء فيها لم أكن لأختارها ، لكن وقع الإختيار عليَّ ولهذا بدأت بالعمل بها.
واحدة من هذه المشاريع كانت عندما تقدمت بطلب لوظيفة لإدارة مشروع كانت تكلفته عشرة ملايين دولار، كان هذا اكثر قليلا مما كنت قد تعودت عليه فى السابق ولكن كنت مرتاح البال لأنه كان بـمقدوري العمل بها ولهذا بعثت بسيرتى الذاتية، وبالفعل تمت دعوتي لإجراء مقابلة.
عندما حصلت على المقابلة، واجهني الرجل قائلا ’’حسنا يوجد تغيير في الخطط أنا أريد ان اتحدث معك عن شيئ آخر، إن كنت لا تمانع‘‘.
انتابني الفزع قليلا، لقد ظننت أنهم سوف يرفضوني وانهم قد قرروا ان الوظيفة اكبر من قدراتى، وانهم يريدون ان يعرضوا عليَّ وظيفة آخرى تتمشى مع خبرتى السابقة. وتابع المسئول كلامه قائلا أنهم يواجهون بضع المشاكل في برنامج بـتكلفة مئة مليون دولار وأنهم بـحاجة إلى شخص يملك خبرات مثل التي أملكها لقيادة هذا البرنامج والتغلب على هذه العقبات.
كدت ان أقع من على الكرسي من شدة الصدمة، لدرجة أن وصفى إني كنت مصدوما يعد اقل مما شعرت به حينها، استمرت المقابلة وبعد مرور ثلاثة أشهر قبلت الوظيفة. وبعد مرور خمسة عشر شهراً عملت مع فريق العمل لكى أغير مسار هذا البرنامج وأسلمه فى النهاية بـنجاح.
حتى هذه اللحظة أعتبر هذا الحدث من الأحداث المحورية في تاريخي المهني، وغير من تقديري للأمور التي بـاستطاعتي عملها.
ولكن إن كان الإعلان عن هذه الوظيفة يقول مطلوب مدير برنامج لمشاريع تكلفتها مئة مليون دولار، فمن المرجح أني كنت سأتجاهله. في بداية الأمر لم أكن اعتقد اني قادر على تحقيق هذا الإنجاز، علاوة على ذلك لم أكن لأتخيل أن من الممكن لشخص يتعامل مع مشروعات بـتكلفة خمس ملايين دولار ان يسمحوا له بالتعامل مع برنامج بـهذه الضخامة.
لن نعرف قدرتنا إلا عندما نحاول.
فهيا، لتبدأ العمل في شيئ، قد تفاجئ نفسك ويفوق الناتج توقعاتك.
اذا لم تبدأ ، لن تصل أبدا إلى اى نجاح.
جوردون تريدجولد
ترجمة : عمر خالد